کد مطلب:323831 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:403

البهائیة و الغاء العبادات
و لقد الغی الباب الصلوات الخمس و صلاة الجمعة و الجماعة الا فی الجنازة و أباح - علیه اللعنة - نكاح الأخت من أخیها..

و لقد أقام البابیون مؤتمرا عاما فی «بدشت» و هی بلدة فارسیة تقع بین خراسان و مازندران، و دعوا فی هذا المؤتمر الی استماع البشائر التی وردت من قبل الامام المنتظر الذی ظهر، و كل ما ارادوه من هذا المؤتمر هو نسخ البابیة للشریعة الاسلامیة، و فی خلال المناقشات اندفعت «قرةالعین» و لهذه المرأة تاریخ أسود فی جبین البهائیة نمسك هنا عن ذكره أدبا و حیاء.. قد اندفعت هذه المرأة مسفرة تتلهب أنوثتها الفاجرة و تقتل بفتنتها الطاغیة فاعتلت منصة الخطابة و قالت: «اسمعوا أیها الأحباب و الاغیار، اعلموا ان أحكام الشریعة المحمدیة قد نسخت الآن بظهور الباب، و أن أحكام الشریعة الجدیدة البابیة لم تصل الینا، و ان اشتغالكم الآن بالصوم و الصلاة و الزكاة و سائر ما أتی به محمد كله عمل لغو، و فعل باطل و لا یعمل بها بعد الآن الا كل غافل و جاهل.

ان مولانا الباب سیفتح البلاد، و یسخر العباد و ستخضع له الأقالیم السبع المسكونة و سیوحد الأدیان الموجودة علی وجه البسیطة حتی لا یبقی الا دین واحد و ذلك الدین الحق هو: دینه الجدید و شرعه الحدیث و بناء علی ذلك أقول لكم: و قولی هو الحق و لا أمر الیوم و لا تكلیف و لا نهی و لا تعنیف فاخرجوا من الوحدة الی الكثرة و مزقوا هذا الحجاب الحاجز بینكم و بین نسائكم بأن تشاركوهن
بالأعمال، و تقاسموهن بالأفعال و اصلوهن بعد السلوة، و اخرجوا من الخلوة الی الجلوة فما هن الا زهرة الحیاة الدنیا و ان الزهرة لا بد من قطفها و شمها، لأنها خلقت للضم و الشم، و لا ینبغی ان یعد أو یحد شاموها بالكیف و الكم فالزهرة تجنی و تقطف و للأحباب تهدی و تتحف، و أما ادخار المال عند أحدكم و حرمان غیركم من التمتع به و الاستعمال فهو أصل كل وزر و أساس كل و بال ساو وا فقیركم بغنیكم و لا تحجبوا حلائلكم عن أحبابكم اذ لا ردع الآن و لاحد و لا منع و لا تكلیف و لا صد فخذوا حظكم من هذه الحیاة فلا شی ء بعد الممات».

هذه الخطبة العینیة تمثل جوهر الدیانة البهائیة التی أنشئت فی القرن الماضی لتعمل ضمن الجماعات الصهیونیة غیر العلنیة؛ و یمكن تلخیص مبادی ء البهائیة فیما یلی: [1] .

1 - ابطال الجهاد و رفع شعار السلام بین الظالم و المظلوم و ضرورة الخضوع لكل حاكم و لو كان ظالما أو مستعمرا أجنبیا، و فی هذا یقول «عبد البهاء» للبهائیین: «.. و تكونوا خاشعین للسدة الملكیة لكل ملك، و ان تخدموا الملوك بنهایة الصداقة و الأمانة، و تكونوا مطیعین لهم و محبین لخیرهم، و ألا تتدخلوا فی الأمور السیاسیة من غیر ارادتهم و اجازتهم».

2 - فصل الدین عن الدولة و الدعوة للنظم العلمانیة و الخضوع لها.

3 - اباحة الربا: فیقول المیرزا حسین - و هو ما یسمی بالبهاء الذی أعلن نفسه الها بعد ادعائه انه هو المسیح الذی عاد الی الدنیا بعد رفعه حیا الی السماء - یقول هذا الا له المزیف فی اباحة الربا: «.. لذا فضلا علی العباد قررنا الربا كسائر المعاملات المتداولة بین الناس أی ربح النقود، فمن هذا الحین نزل فیكم الحكم المبین من سماء المشیئة صار ربح النقود حلالا طیبا طاهرا» [2] .
4 - اباحة الخمر و الخنزیر و الغاء أصول الذبح الاسلامی التی ورد ذكرها فی القرآن الكریم و بث الاستخفاف بها عند المسلمین رغم صریح الآیة الكریمة: «و لا تأكلوا مما لم یذكر اسم الله علیه و انه لفسق و ان الشیاطین لیوحون الی اولیائهم لیجادلوكم و ان اطعمتموهم انكم لمشركون» [3] .

5 - تحریم الحجاب و الدعوة الی السفور مع اطلاق العلاقات الكاملة بین الجنسین من دون حدود [4] - نلاحظ بعد اكتمال السفور حتی العری الكامل فی ملابس البحر و الرقص و السهرة كان التكثیف بین الكتاب و الا كادیمیین مدعی العلمیة هو الترویج لاطلاق العلاقات الحرة - الزنا - بین الجنسین مع التحوط من النسل تحت الشعار البراق: «الصدق مع المشاعر» [5] .

6 - الانسلاخ من التراث الاسلامی و اللحاق بركب التبعیة الاوربیة، یقول عبدالبهاء «أصبحت المدنیة الغربیة متقدمة عن الشرقیة و أصبحت الآراء الغربیة أقرب الی الله من آراء الشرقیین [6] .

7 - انكار القیامة و البعث بعد الموت فیقول كتابهم «البیان»: «.. تكون الدنیا هكذا الی الأبد... و كل ظهور هو عبارة عن قیام و نشور.. اتحسبون ان الحساب و المیزان فی غیر هذا العالم قل سبحان الله عما یظنون..» [7] .

و ننظر هنا فی العلاقة بین النصوص التی أوردناها فیتبین لنا ما یلی:

اولا: ان الصهیونیة تستهدف هدم الكیان الأسری للأممیین «غیر الیهود» فی مخططها من قدیم؛ باعتبار ان الأسرة هی الأمة الصغیرة، و منها
تعلم النوع الانسانی أفضل أخلاقه الاجتماعیة، التی تعد بدورها أجمل أخلاقه و أنفعها.. «من الأسرة تعلم النوع الانسانی الرحمة و الكرم، و لیس فی أخلاقه جمیعا ما هو أجمل منهما و أنفع له من مجتمعاته. فالرحمة فی اللغة العربیة من الرحم أو القرابة، و هی كذلك فی اللغات الهندیة الجرمانیة. لأن كلمة (كایند Kind) مأخوذة كذلك من الرحم، و كلمة الطفل التی تتمثل الرحمة كلها فی العطف علیه مأخوذة منها.. و الكرم فی اللغة العربیة مأخوذ من النسب الصریح الذی لا هجنة فیه، و هو فی اللغات الهندیة الجرمانیة مأخوذ كذلك من «الجائر Genre».. و المنسوب الیها هو الكریم.. و اذا تتبعنا سائر الفضائل و المناقب الخلقیة المحمودة بلغنا بها فی أصل من أصولها علی الأقل مصدرا من مصادر الحیاة فی الأسرة فالغیرة و العزة و الوفاء و رعایة الحرمات كلها قریبة النسب من فضائل الأسرة الأولی، و لا تزال من فضائلها بعد تطور الأسرة فی أطوارها العدیدة منذ عشرات القرون...» [8] .

و لا بقاء لما كسبه الانسان من أخلاق المروءة و الایثار اذا هجر الأسرة و فكك روابطها و وشائجها.


[1] صافي ناز محمد كاظم: في مسألة السفور و الحجاب.

[2] د. محسن عبدالحميد: حقيقة البابية و البهائية ص 142.

[3] سورة الانعام، الآية 121.

[4] المصدر السابق ص 81، 162، 163.

[5] صافي ناز محمد كاظم: السابق، ص 16.

[6] المصدر السابق ص 178.

[7] المصدر السابق ص 94.

[8] عباس محمود العقاد: حقائق الاسلام و أباطيل خصومه، ص 164.